الجمعة، 8 مارس 2013

رحلة عمر

دخلت الى الطائرة وملئت بعطرها الطائرة، تسير على هون وتتمسك باطراف كراسي الطائرة تبتسم كل ما ضربت يدها رأس احدهم وتتأسف ينتهي بها المطاف الى جانبي. امعن النظر فيها لا ادري ما السبب لكنني امعنت النظر ودققت بكل تفاصيلها.
أمرأة تبلغ من العمر الستين منحني ظهرها من قسوة السنين سطرت على ايديها خرائط الزمن وقوته الا انها ما زالت ابتسامتها مشرقه ومفعمه بالحيوية.
كان يسير خلفها بهدوء وبصبر يتابع خطواتها ويداه تحيط بها كما لو انها ملاك سيطير  بأي لحظة من بين يديه! ينظر يمينا ويسارا ويحاول ان يمازح كل من رأسه اصيب بسهم اصابعها.
جلس على الطرف المقابل لها بين اللحظة والاخرى يميل عليها ويمسك يديها ويشد عليها ويقول لها احبك!
انظر اليه واتابع نظراته ووجهه المتجعد وشعره الذي هزمه الرمادي في معركة الحياة اتمعن في وجه وارى ولع وحب فامعن النظر في عينيه وشعرت انني ليلى في بحر قيس وهو ينظر الى حبيبة عمره. اقترب منها وقال لها حبيبتي دواؤك له الموعد معك الأن تبتسم وتقول له كم اكره الموعد المر قال لها تعودنا على كل مر يأتي خلفه الشهد.
يعطيها الدواء ويسأل المضيفه ان تمنحها كأس الماء تنظر اليهم وتقول كم جميل ان تكونوا في العشق اسياد؟ يضحك هو ويهز رأسه ويميل لقلبه ويقول جهل الشباب عماهم عن حب يدوم ويطول وبابتسامتها المتكسره بين تجاعيد وجهها وصوتها تقول الا تذكر كما كنا تماما. يقول لها وبحنية يرتب على يديها نعم لكنك بقيتي وانا بقربك غرسني الزمان. تنصت له كما لو انه يغني لها اغنية رومانسية. انظر اليهما وبلحظة  عابرة امر على بيت جدتي واراها جالسه وعينها التي فقأها الزمان واصبحت بلا عنوان وانظر الى ثوبها المطرز والتي غابت تطريزاته من قهر السنين ادقق النظر على وجهها فأري الم الزمان وقسوة الاحداث قد سطرت الالم والوجع اتابع النظر والتنصت علي اسمع كلمة حب بين الزوجين فأرى جدي قد مل الحياة وجدتي مازالت تقرع طبول الحرب ولا تستسلم ولا تتنازل اعود من ذلك الكابوس لانظر الى روميو وجولييت واراه يتكلم مع المضيف ويقول قد امضيت ثلاثين من عمري معها كانت معي حين هزمت وفرحت معي حين انتصرت فكيف لي ان لا احبها.
حينها تذكرت والدي حين قال لي كوني مع زوجك في تعبه كان معك في راحته وضحكت فظن الرجل انني اضحك معه فابتسم لي وقال لا تفرطي فيمن احببتي فهززت رأسي وعدت اتابع قراءة كتابي علي اعيد كتابته . 

ليست هناك تعليقات: