اليوم تم كتابة قصة الطفل الذي علق نفسه بحزام ملابسه وتحدثت امه عن الحدث بألم وانتقد الكثيرين المجتمع .... المجتمع هو خلاصة ما يقوم به البشر فالمجتمع هو صورة خاصه للبشر المكونين لهذا المجتمع. لم اولد وفي فمي ملعقة ذهب ولم اعش في دابوق او عبدون. ولدت في الكويت ونزحت للاردن بعد حرب الخليج وعشت في حي في عمان الشرقية. هناك تعلمت ان البلطجه والصوت العالي هم من يملكون الحق وان من ينتظر احسانه ان يثمر فسيموت في اليوم مئة ميته ! على الرغم ان الجميع كانوا من اهل القرى ومن المفروض انهم اكثر بساطه من اهل المدن واقل تعقيدا. لكن هناك ثمن يأتي مع الفقر والحرمان وكثرة الاولاد وهو الفوضى.
هناك رأيت عائلات عدد افرادها قد يتجاوز العشرة وان كانت الام او الذكور فالاب يريد الكثير والكثير من الذكور ... وان كانت ام للبنات فان البحث عن الذكر يعني انهاك المرأة بكثرة الاحمال !
كل تلك الامور قد تبدو لوهلة عادية لكن من يدخل تلك المجتمعات يرى ان الخلل يبدأ منذ صغر الطفل ... الام منهكه مع تحضير عشرة اطفال اخر والاب يسعى لاطعام تلك الافواه الفارغة وان أتى للبيت فهو منهك لا يريد ان يسمع او يرى وفي الاغلب ممكن ان يخرج لسهرة ترفيهية عند احد الاصحاب للعبة شده!
الامهات اللواتي رأيت كن ممن ينجبن ويرمين للشارع الا من رحم ربي ! فكان الشارع المكان الامثل للاطفال بعد تعلم المشي والركض! يمشي في الشارع فيتعلم كلمات الشارع والتي من الممكن ان تكون كلمات لا يجب على طفل ان يلوث مسامعه بها ومن الممكن اكثر ان يرى تصرفات من المفروض ان لا يراها كتدخين المراهقين او انتظار البنات على ابواب المدارس.
قد تتفقد الام ابنها في اليوم مرتين لثلاثه وقد لا تتفقده ابدا الا عندما يأتي باكيا لان احد قد ضربه او اهانه!
على الرغم من حالة التطور الظاهري التي نعيشها ما زال الكثيرين جاهلين باهمية وجود عمر محدد لنوع معين من الافلام ... رأيت اطفال يشاهدون افلام لا يجب ان يراها البالغ وتلك الافلام تكون باثبات من قبل الاهل ومن ثم تستغرب اذا الابن تصرف حسب ما تمليه عليه الافلام!
ما يصدر من المجتمع هو نتاج لما يزرعه البشر فلا داعي للوم المجتمع بل هناك داع كبير للتوعية والنهوض بالمجتمع.
هناك تقصير من المؤسسات التعليمية والثقافية كما ان هناك تقصير من قبل المفكرين والمثقفين المنشغلين بالسياسة متناسين ان اصل السياسة هم البشر وان اردنا تعديل السياسة نحتاج الى حملة تثقيف وتوعية للاهالي حول التربية . ونحتاج الى دراسات تعمل على حل تحليل المشاكل التي نواجهها كمجتمع وفي النهاية احب ان انوه انه لا يوجد ظاهرة دخيلة على المجتمع فالظاهرة لا تصبح ظاهرة الا ان تم تجاهلها وتلك هي الحال مع كل الاحداث التي تحدث في المجتمع من عنف وقتل واستهزاء !