في ساعات الصباح الباكر ..وعلى نغمات عصفور ثائر....استيقظ من النوم واقول سبحان ربي الخالق الباريء
اذهب الى مطبخي حيث فنجان قهوتي الثائر ..يغلي بقوة مثل كل انسان صابر ......
احضر قهوتي المفضله ترافقها شطيرتي المحببه ....اجلس على الطاولة ....وهناك في الحائط راديو شقتي القديم من عالم السبعين ...اشعله لاسمع الاخبار واجول في العالم الجبار
ارتشف قهوتي في هدوء حين يتكلم المذيع بكل صوت مسموع ..فاسمعه مره يتكلم عن فتنة في مصر وضرب في تونس وفي الاخير مقتل بن لادن ...
مللت من سماع الاخبار المخضبه بالدم فقررت ان اقوم بقراءتها علني لا ارى الكثير من الدم فيها ....
اصعد الى غرفتي فالضوء الباهت يدعوني الى النوم الهاديء الا ان رائحه قهوتي الساحره تبقيني ساهره
أقرأ الاخبار كلها من القتل والدمار ما ارعبني وكلها فعل كله قذاره
فأمل من القراءة فمنذ متى كان القاتل انسان وكله مشاعر وحنان أليس هؤلاء من اضاع الحكمة من الكلام لكثرة الجدال والسؤال ..........
أقرأ الخبر واتساءل هل له احد؟ اتابع القراءة بعين دامعه حزينه واسأل هل حقا نلوم الفساد لما يحصل مع هذا الشاب اليافع !!
يخبر قصته ويتحدث عنها لفطنته ان العشرات بل المئات ممن هم مثله فهو كان في يوم من الايام في الشارع والتقطه احد الماره وارسله الى الدار وحمل لقب اللقيط بكل افتخار
لا يطلب الكثير فهو لا يريد ان يكون سفير او وزير بل يريد القبول من عالم لا تعرفه الا باسم اللقيط فلا ذنب له ان كان في يوم يأس من كان من المفروض ان تكون امه او اباه سوى انه جاء الى هذه الدار من دون اختيار
فهو متهم بجرم لم يرتكبه وقد القي في الشارع عله في لحظة البرد يفارق هذه الدار لكنه كان صامدا اراده الزمان عنوان عار لكل مجتمع لم يفهم انه لم يكن له ذنب في هذه الدنيا سوى انه ولد للام والاب الخطأ
ارتشف قهوتي واذا بها بارده لا طعم فيكي ايتها البارده .....الا انني اعود وافكر في جودت هل حقا مشكلته عمل او مكان لينام ام ان مشكلته هي مشكله مجتمع لا يفهم والبسه ثوب العار وهو في الصغر !!!
اعود الى تلك القهوة البارده واتساؤل لماذا علي ان اتعذب في شربتها واقرر رميها الى الهاويه وكم وددت ان ارمي الى الهاويه كل غبي احمق سأل جودت عن حياته ومن هو ومن عائلته وعتبي على الحكومه التي تلقي بهذه الفئه من الشباب الى الشارع دونما تأهيل او حتى مساعدتهم على الحصول على تعليم جامعي او حتى على الاقل منحه منحه من المال حتى يقدر الوقوف على قدميه ولا يحتاج الى الحمقان في بلادنا لتشغيله ويرفضونه فقط لانه كان في يوم لقيط !!