الخميس، 9 يناير 2014

احتفالات

تحتفل دول كثيرة في العالم باستقلالها ولكن لا يحتفل الافراد باستقلالهم سواء كان استقلالا فرديا او استقلالا زمنيا لكن لماذا لا يحتفل الفرد في استقلاله وهل هناك استقلال فردي للفرد يستحق الاحتفال ؟ سؤال خطر ببالي اليوم وقلت لما فقررت ان اعددت مراحل استقلالي.
الاستقلال هو التحرر من نير الاحتلال بكل اوجهه ولكن ما هو الاستقلال الفردي خاصه ان الفرد وبشكل عام لا يعتبر نفسه كان محتلا؟
من وجهة نظري الاستقلال الفردي له ملامح كثيرة ومتعدده على اختلاف الافراد ولاختلافه سأتحدث عن فكرة الاستقلال الفردي من وجهة نظري الخاصه وكيف ان الاستقلال الفردي له اهمية في خلق الانسان شخصيته ومكونات فكره.
الاستقلال الفردي يحدث للفرد من خلال اثراء تجاربه الخاصه من خلال التعامل مع اناس مختلفين ومتنوعين مما يؤدي الى فتح آفاق التفكير لما هو غير اعتيادي لذلك انا من انصار فكرة ان كل طالب ثانوية عامة يجب عليه تأخير سنة من دراسته الجامعية والخروج خارج بلاده في عمل تطوعي للتعرف على العالم من وجهة نظر الاخرين. كما ان التجارب المختلفه وفي اماكن مختلفه تعطي الانسان فكرة عن التوازن في الرأي بحكم ان كل يبني رأيه من خلال تجاربه فيتعلم الفرد ان البشر متنوعون ومختلفون في طباعهم وعاداتهم وتقاليدهم.
استقلالي الفردي ابتدأ من سن مبكر حينما حصلت حرب الخليج الاولى وكان الامر الذي دفع والدي الى اللجوء الى الوطن الاردن. في الكويت تعرفنا على عرب مغتربين والاغتراب يخلق نوع من الفقاعة التي تعمل على جمع الافراد مع بعضها فكنا كلنا بعمارة تتألف من 22 شقه وكلها عرب مغتربين من مختلف اقطار العالم العربي. تعلمت منهم ان احترم المصري واللبناني واقدر الباكستاني والايراني وان لا احاكم الهندي والسوداني تعلمت منهم ان احترم نفسي من اجل ان يحترموني .. في الاردن كان العالم مختلف تماما، عالم يمتلأ بالاقارب والاهل، عالم لم اعتد عليه في الغربة ... كما انه عالم متداخل في بعضه البعض، فالجميع يعلم ما يحدث في بيت الاخر. بمعنى اخر تختفي الخصوصية في الحياة. كما اني تعلمت الحدود الحمراء للمرأة وكانت حدود غريبة علي اخذت مدة طويلة لاتقبل ما هو مسموح وما هو غير مسموح . على الرغم من اعتراضي على الكثير من تلك الافكار لكن حين تعيش في مجتمع انت تنصهر فيه. فاستقلالي كان حينما دخلت الجامعة وبدأت رحلتي اليومية الى اربد تعرفت فيها على اناس من مختلف المحافظات والاجناس. وتعرفت على ان الاختلاف ليس سببا في الابتعاد بل ممكن ان يكون وسيلة للاقتراب فأنا الكويتية حسب الكثير وهناك الفلسطينية والاردنية والشركسية كلنا كنا نجلس على مائده واحد ونضحك ونتكلم لم نكن نعرف ان الاجناس لها تأثير.
خروجي للعمل كان معلم من معالم استقلالي لانني بدأت اقتني المال والذي لم يكن بالكثير الا انني كنت فرحة ولكن فرحتي كانت اكثر لانني كنت اعمل على مساعدة الكثيرين من حولي فشعرت بلذة الاستقلال.
لكن انتصاري وتحرري كان بعد ان أتيت الى امريكا وبدأت اتعرف على هذه الدولة العظيمة والتي مازالت قوية تعرفت على سر قوتها والتي تأتي من تعددت شعبها اذهب الى الجامعة والجميع امريكيون لكن ذاك يتحدث العربية وذاك الالمانية وهذا الاردو وصديقي الايرانية ! تعرفت اننا جميعا لنا الحق في تحقيق احلامنا. لا احتاج ان اكون ابنة مليونير او مسؤول لاصبح ما اريد. تعلمت ان الامل والمثابرة هي سر النجاح وليس آخر اسم في اسمي تعلمت انني لا احتاج الى واسطه من اجل ان اعمل مع بروفيسور له مكانته في العالم العلمي كل ما احتاجه هو ان اثبت له قدرتي على التعلم والمثابرة وهو سينظر الي ويشجعني. تعلمت ان اكون انا وكم منا يفتقد ان يكون هو في هذا العالم !
الاستقلال الفردي هو ان تعرف من انت وما تريد ذاك هو استقلالي فانا الآن اعرف من انا وما اريد.

ليست هناك تعليقات: