الخميس، 22 ديسمبر 2011

آنا

امرأة تبلغ من العمر الخمسين الا ان في طلتها مازالت تتمتع في شباب غير مفهوم سره ام لثلاث فتيات في مرحلة المراهقة تتحدث عنهن كما لو انهن ملكات عصرهن تتكلم لغتين بجانب اللغة الانجليزيه تهتم بمنظرها على الرغم من حالها المتواضع فهي لا تستطيع التوجه الى المولات حيث المحلات ذات الاسم العالي تشتري ملابسها من المستعمل!
ابهرتني بتفاءلها وعدم خجلها من قول انها تعمل في ستاربكس على الرغم انها معلمة في كلية ! امراه تعتبر المعيل الاول لعائلتها لكن لا يبدو عليها الكبر والشيخوخة !!
في يوم وفي حديث عابر لي معها في ستاربكس نظرت  الي وقالت انني استطيع ان اصل الى ما اريد ان صممت عليه قلت لها ان اراد الله تنظر الي وتضحك وتقول أدم وجد على الارض ليعمل وانت تريدين العمل فالرب سيساعدك بما تقومين انظر اليها علي افهم ما سر تفائلها وخصوصا مع الاوضاع الحالية للبلاد وحالة ارتفاع نسبة العاطلين قالت لي جملة جعلتني اشعر كم انا حقا جاحدة !
قالت الرضا يا عزيزتي فالمال ما هو الا وسيلة لتسهيل الحياة وليس غاية متى جعلته غاية سيطر عليكي حبه ولن تحمدي وتشكري فانت تريدين المزيد !!
آخذ كأسي وانا في متاهة كبيرة في داخلي اشعر كما لو انني تعريت امامها في فكري هل انا حقا انانية ارغب في المزيد كلما منحني الرحمن وهل يمكن ان يكون هناك انسان بهذه العقليه !!
دخلت في صراع ذاتي اسأل نفسي هل حقا سبب تعبي هو انني اريد واريد هل يجب علي ان اعري نفسي اكثر وافهم ما سر تعبي !!
جلست وبحثت في نفسي اكثر واكثر ولكني لم اجد الاجابة التي من السهل الوصول اليها فانا كثيرة التعليل لنفسي واخبر نفسي انني من الممكن  ان يكون السبب هذا او السبب ذاك لكنني حقيقه لم اعد قادره على تحديد السبب فمن الممكن ان اكون انا السبب لكثرة تعليلاتي ام انني لم اصل لحكمة تلك المراة بعد !!
اراها في كل يوم تعمل ولا تكل ابتسامتها على وجهها ان سألها احدهم سؤال تجاوبه وبكل رحابة مجرد ان تنظر الي تقول لي كيف حالك اليوم !! وماذا تريدين وفي كل يوم اتمنى ان اقول لها اريد جرعة امل من امالك التي تحملينها معك ولكني اطلب قهوتي المفضلة وابتسم لها واقول شكرا !