الأحد، 23 يونيو 2013

طيري يا طيارة

انظر الى الطيارة التي تعانق السماء وانظر الى ابتسامة عبوده اراها تتسع كلما ارتفعت الطائرة وتختفي اذا قامت بحركه فجائية اتابع ردة فعله وبلحظات ارى نفسي وانا العب بالطيارة مع ابي طفلة صغيرة اتابع والدي بنظراتي اريد ان اتعلم كيف ان تطير طيارة يوقظني ابني من حلمي ويقول ماما طيارتي ستسقط امسك بالحبل وشعرت ببهجة لا توازيها بهجه وانا اطير الطيارة 

كان والدي في الصيف في الكويت وفي ساعة الغروب يأخذنا الى البر او ما يعرف بالصحراء وكنا نقوم بتطيير طياراتنا. انا واخي الاصغر، كان والدي يبدأ بطيارته لانه الاصغر وكونه الطفل الباكي ! كان ينظر الي ويقول ابنتي انتي عقلك كبير وبتفهمي .. وكنت اهز رأسي تكبرا على اخي الاصغر . 

انتظر وبفارغ الصبر حتى يمنح والدي الطيارة الورقية الخاصه باخي لاخي ويبدأ بتطيير طائرتي ويساعدنا على جعلها تعانق السماء كنت انظر الى الطيارة واقول لوالدي هل لي بمعانقة الغيوم يوما؟ قال لي والدي مبتسما : معانقة الغيوم لا يأتي بالساهل يا صغيرة ... اجيب وعيني لا تفارق وجهه المبتسم وماذا علي ان اعمل؟ قال عليك العمل والدراسه والجد لتصلي الى السماء وتعانقي الغيوم معانقة الغيوم فقط لمن يعمل وبجد ... امسك بيد والدي وبشده واقول له ساعانقها معك . ينظر الي مبتسما ويقول ان شاء الله ساعانقها حينما انتي تعانقيها وينصت ويتابع تطيير الطيارة لكن عقلي وقلبي لم يكن ينصت كنت ابتسم ابتسامة واقول وعد انني ساعانق السماء معك وستلمسها معي.

حصلت الحرب وتركنا الكويت وجئنا للاردن وحكم علي ان لا العب وان لا اطير الطيارات كون العادات والتقاليد تمنع البنت من التمتع بالحياة كما لو ان اللعب سيفقدها حياتها لكنني لم انسي انني اريد معانقة السماء فاتبعت نصيحة والدي فكانت معانقة السماء في فرحه في نجاحي وتخرجي لكن لم يكن ذلك هدفي ولم تكن تلك رغبتي كنت اريد حقا ان اعانق الغيوم ! 
والدي رأي الغيوم في نجاحي وانا رأيت الغيوم كما هي !