الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

انا وميزان الاخلاق في المجتمع !

 
يكتب عبد الهادي راجي المجالي وبشكل دوري  مقاله يتحدث فيها عن امر شاهده في عمان او ضواحيها وفي اغلب الاحيان تكون في عمان الغربية وفي كل يوم يحاول مهاجمة ظاهرة بطريقه سوقية وتحريضية تشعر فيها بالاشمئزاز.
وقبل ايام احتفل طلاب التوجيهي بالنجاح وعلى الرغم انني ضد بعض اشكال الاحتفال التي تمارس كاغلاق الطرق واطلاق الاعيرة النارية في الهواء الا انني اعتبرت وجهة نظر عبد الهادي راجي المجالي تخلو من الاحترام للمرأة .
اعترض عبد الهادي على خروج الفتيات في فاردات واعترض على طريقه تعبيرهم عن فرحتهم ولكنه لم يعترض على عشوائية اطلاق النار في الهواء والتي اردت امرأة اردنية في العقبه قتيلة ولم يعترض على الالعاب النارية او حتى اغلاق الطرق من الطلاب الذكور او الاناث فتحامله جاء على ان خروج الفتيات للاحتفال وصراخهن كان مناف للاخلاق ووصفهم بالعهر ! ما أرقني هو ردود الفعل على كتابة الكاتب المحترم والتي لم توازي  ردود الفعل التي حضيت فيها الوزيرة التي عبرت عن غضبها عن التصرفات التي تصدر من الناجحين في الثانوية العامة واجبرت على تقديم الاعتذار والتوضيح لرأيها في حين تمر كتابات هذا الكاتب من دون اي ضجه او محاسبة مما يدفعني للسؤال هل اهانة للمرأة الاردنية جائزة  في مجتمعنا الاردني الكريم؟
تستحضرني هذه الايام ما حصل مع رولا قواس وفيديو التحرش وكيف اعتبره المجتمع الاردني انه ضد العادات والتقاليد والمنظومة الشرقيه ان تتلفظ او ان تحمل فتيات هكذا يافطات لعبارات يتلفظ بها الرجل بشكل يومي  ليتحرش بفتاة في الشارع اعتراضهم كان على المرأة ولم يكن على ما يتم تداوله من الفاظ سوقية في الشارع والاجمل كان حينما قاد الاستاذ الدكتور قورشة وقفه عفه في الجامعة الاردنية وجاهد من اجل ايقالة الدكتورة من منصبها فقط لانها اردت ان تقول للمجتمع ذكوركم يتلفظون بتلك الالفاظ. تأتي بعدها الوزيرة التي وصفت تصرفات الفرحين بالنجاح بانها متخلفه اجبرت تلك الوزيرة على الاعتذار وطولبت بالتوضيح ! 
 وفي الناحية الاخرى نرى رجال لهم اسمهم ووقعهم في المجتمع يتمادون في اهانة المرأة الاردنية ولا اجد من يتهمهم بالتحقير او الاهانة فنرى عبد الهادي راجي يستمتع باهانة المرأة في عمان كما لو انها لاتنتمي الى النسيج الاردني ويتبجح في وصف تلك المرأة بكل الاوصاف لتصل لدرجة العهر فلم اسمع مطالبات بالاعتذار او حتى بوقفات عفه. 
المرأة الاردنية اينما وجدت وكانت هي امرأة تمثل وطنها كما يمثل الرجل وطنه والمفروض ان لا ينقص من حقوقها وكرامتها شيء الا ان مجتمعنا يصر على نظرته الدونية للمراة ويعلل ذلك بانها خالفت القيم الشرقية التي يحملها المجتمع في حين تلك القيم لا تظهر حينما يتبجح الرجل في اهانته للمرأة وتظهر فقط حينما تعبر المرأة عن رأيها. 
اسمحوا لي ان اعترض على تلك القيم التي سمحت باهانتي كامرأة ولم تسمح لي باعادة اعتباري، اسمحوا لي ان ارفض تلك القيم التي تسمح للرجل ان يمعن في وصف جسم المرأة ويعتبر جسدها عورة ولا يعتبر كلامه فاضح. اسمحوا لي ان اسجل ثورتي ضد القيم التي تسمح للرجل ان يحولني الى شيء او مكان مثير وصوتي في اهانة للشهر الكريم ولا يرى تصرفاته فيها اهانة لكل الاشهر والقيم والكتب السماوية. 


الأحد، 23 يونيو 2013

طيري يا طيارة

انظر الى الطيارة التي تعانق السماء وانظر الى ابتسامة عبوده اراها تتسع كلما ارتفعت الطائرة وتختفي اذا قامت بحركه فجائية اتابع ردة فعله وبلحظات ارى نفسي وانا العب بالطيارة مع ابي طفلة صغيرة اتابع والدي بنظراتي اريد ان اتعلم كيف ان تطير طيارة يوقظني ابني من حلمي ويقول ماما طيارتي ستسقط امسك بالحبل وشعرت ببهجة لا توازيها بهجه وانا اطير الطيارة 

كان والدي في الصيف في الكويت وفي ساعة الغروب يأخذنا الى البر او ما يعرف بالصحراء وكنا نقوم بتطيير طياراتنا. انا واخي الاصغر، كان والدي يبدأ بطيارته لانه الاصغر وكونه الطفل الباكي ! كان ينظر الي ويقول ابنتي انتي عقلك كبير وبتفهمي .. وكنت اهز رأسي تكبرا على اخي الاصغر . 

انتظر وبفارغ الصبر حتى يمنح والدي الطيارة الورقية الخاصه باخي لاخي ويبدأ بتطيير طائرتي ويساعدنا على جعلها تعانق السماء كنت انظر الى الطيارة واقول لوالدي هل لي بمعانقة الغيوم يوما؟ قال لي والدي مبتسما : معانقة الغيوم لا يأتي بالساهل يا صغيرة ... اجيب وعيني لا تفارق وجهه المبتسم وماذا علي ان اعمل؟ قال عليك العمل والدراسه والجد لتصلي الى السماء وتعانقي الغيوم معانقة الغيوم فقط لمن يعمل وبجد ... امسك بيد والدي وبشده واقول له ساعانقها معك . ينظر الي مبتسما ويقول ان شاء الله ساعانقها حينما انتي تعانقيها وينصت ويتابع تطيير الطيارة لكن عقلي وقلبي لم يكن ينصت كنت ابتسم ابتسامة واقول وعد انني ساعانق السماء معك وستلمسها معي.

حصلت الحرب وتركنا الكويت وجئنا للاردن وحكم علي ان لا العب وان لا اطير الطيارات كون العادات والتقاليد تمنع البنت من التمتع بالحياة كما لو ان اللعب سيفقدها حياتها لكنني لم انسي انني اريد معانقة السماء فاتبعت نصيحة والدي فكانت معانقة السماء في فرحه في نجاحي وتخرجي لكن لم يكن ذلك هدفي ولم تكن تلك رغبتي كنت اريد حقا ان اعانق الغيوم ! 
والدي رأي الغيوم في نجاحي وانا رأيت الغيوم كما هي ! 

الخميس، 30 مايو 2013

انا ونساء الغرب


اجلس على المائده اتأمل كأسي انظر الى الجزء المملوء واتمعن في الجزء الفارغ .. تتوقف جنيفر عن شرب كأس عصيرها وتقول ما بالك تتأملين الكأس ..تضحك وتقول لم اسكب لك نبيذ اقسم ! انظر الى عينيها الضاحكة واقول لها لا انظر الى كأسي بشك ان تكوني قد خدعتني وانما انظر اليه متأملة ومتذكرة لمقولة تحث الانسان ان ينظر الى الجزء المليء بالكأس حتى يشعر بالرضا.. ينصت الجميع  .. تضع جنيفر كأسها وتقول ما بالك ؟ وينظر الجميع الي بنظرة انتظار وتضيف صديقتي نيكول قولي هل هناك امر يزعجك؟ 

انظر اليهن واتعجب من الاسئلة... ابتسم ابتسامة مريضه واقول ابدأ لقد شاهدت اليوم فيديو قامت حملتي بعمله وما جاء فيه جعلني اتساءل هل بقي في الكأس شيء استطيع النظر اليه واتمنى العمل للافضل؟ تربت علي يدي صديقتي جنيفر وتبتسم وتقول اوه سوزي انت يجب عليكي ان توقني ان خطوة الالف ميل تحتاج الى خطوة وتلك الخطوة قد تكون خطوة وسط جدول صغير او شلال عظيم .. تزيح وجهها بعيدا تنظر الى السقف وتقول لكن على الخاطي ان يتذكر ان المرور من خلال الجدول اسهل من الشلال لكن فرحة الانتصار على الشلال اعظم من الجدول ... تضحك نيكول وتقول بدأت الحكيمة بالتحدث .حدثينا عن الفيديو علنا نستطيع مساعدتك. 


شاهدوا الفيديو وقمت بالترجمة كانت نظرات الوهله والعجب والغضب كبيرة ..نيكول امرأة حقوقيه في آن أربر تعني بحقوق المرأة المعنفه وتعمل في مأوى .. تنظر الي وتقول ما هذا السؤال ؟ كيف تسألين سؤال كهذا ان المراة المغتصبه آخر ما تتمناه ان يلمسها رجل! لم اتوقع هذا السؤال منك ... ابتسم وقلت لها نيكول في القانون الاردني يسمح للمرأة المغتصبه بالزواج من المغتصب شرط ان يستمر هذا الزواج على الاقل خمس سنوات وبذلك يفر المغتصب من السجن تنظر الي تتمعن وجهي بدقه... تعلم انني لا امزح تزيح وجهها وتلوح بيديها وتطلب من جنيفر ان تسكب لها نبيذا .. وتعود وتنظر الي مرة اخرى وتدرس وجهي مرة اخرى تقول لا عجب ان تنظري الى الكأس ولا عجب ان رميتي الكأس للحائط .. تتوقف عن الكلام وتهز رأسها وتشرب ومازالت تائهه فيما سمعت .

غادرنا غرفة الطعام وذهبنا الى غرفة المعيشه لنتحدث تأخذ نيكول وسادة وتجلس على الكنبه اجلس على الكنبه المقابلة في حين جلست جنيفر على الارض تربت على كلبها الذي احضرته من الميتم ..

ينظرن الي كما لو انهم ينتظرون التعليل .. اخبرتهم ان الاصل في الحكاية ام ربت ابنتها ان جسدها يجلب العار وان العار لا يغسله الا ذكر بمسدس او سكين ..اخبرتهم ان المرأة مجرد شيء فيه اماكن يجب ان لا تكون مكشوفه لان الرجل لا يملك القدره على تحمل جمال تلك الاماكن! 
اخبرتهن ان البنت ان تحرش فيها من قبل رجل مار على الطريق اول سؤال تسأل من قبل السامع او الشاهد سواء كان امرأة او رجل ماذا كنتي ترتدين ؟ .. اسكت واقول لقد ارتديت الحجاب والعباءة الواسعه وعلى الرغم من ذلك تم التحرش في سواء كان لفظ او لمس ! وعلى الرغم من ذلك هناك من اتهمني انني قد اكون مشيت مشيه خطأ .. تنظر الي نيكول وجنيفر بصدمة وانا اتحدث بألم وقرف وحرقه  
قلت لهم يقولون ديني قد رفع مقامي وان ابي واخي وعمي وجدي قد فرحوا بقدومي .. ويحاولون مقارنتي بالمومس التي تعيش في الغرب فالعرب لا يعرفون عن نساء الغرب الا المومس في شوارع لوس انجيلوس او ديترويت .. ويقولون انهم يحموني ! 
نيكول تنظر الي بغضب لا الومهم فهذا ما يرونه في الافلام على ما يبدو  الجهل نوعه واحد وان تعددت اشكاله ضاحكة على الحزب المحافظ في امريكا. 
جنيفر تقول لا تكترثي وركزي ..
تنظر الي نيكول لا تستغربي عزيزتي فالرجال الاغبياء في كل مكان  .. لقد جاءتنا امرأة معنفه الضربات على جسدها حسب التقرير الطبي ان هناك كسور عمرها سنتين وسألناها لماذا انتظرتي ..قالت يحبني وكل مرة يضربني يعود الي ويعتذر لكنني تعبت من تقديم الاعذار! هل تصدقي سنتين تحت التعذيب والضرب والالم والتهمة هي الحب .. اينما اتجهتي هناك ألم وهناك جهل ولكن علينا الوقوف في وجهه ..
تنظر الى كلب جنيفر تناديه يركض نحوها ملوحا بذيله وتقول اصبحت اوقن ان المراة تتحمل مسؤولية ما يحدث لها ..لماذا اسكت سنتين على حب مؤذي! لكن اعتدنا على رؤية تلك الحالات واعتدنا ان نقول انتي الآن هنا وانتي الآن في امان وهذا ما يجب عليك فعله .. تتدخل جنيفر وتقول لكن عملها مختلف عن عملك انتي!! هي تتعامل مع حضارة وثقافه تبيح قتل المرأة اذا اساءت التصرف  وان كان هناك لها حظ اوانقذت ستمضي ايامها في السجن لعدم توافر المأوى لها .. 
تقول نيكول اعلم ذلك لكن وجب عليها عدم اليأس لانه الثقافه والحضارة لن تتغير اذا بقيت المرأة مؤمنة ان جسدها عار وان تعلم اطفالها ان جسدها عار وان اخطأت على الذكر قتلها ! 
قررت الصمت وقررت الاستماع فنيكول متحمسة دائما وجنيفر حكيمة .. صديقات اعتز بهن :) 


السبت، 25 مايو 2013

سلملي عليه


استيقظ في الصباح على صوت زقزقة العصافير وحفيف الاشجار واشعة الشمس تلاعبني على استحياء انظر حولي فأتذكر انهم غادروا الى المخيم الصيفي واليوم يومي انا .. لكني اشتقت ليد زوجي على وجهي في الصباح والى قفزة عبوده على السرير ليعلن بدء اليوم وابتسامة لولو وهي تحاول النوم بجانبي من دون ازعاج! 
لكن اليوم جميل والشمس تداعبني وتدعوني للخروج والهواء يغريني ببرودته اللذيذة فقررت الخروج من حالة الاشتياق والخروج لاستقبال يوم جديد.

امشي في الشارع وارى شاب وشابه ... ينحني الشاب باتجاه وجه الشابه ويقول لها احبك فترد عليه بابتسامة وتقول انا ايضا احبك ! نتوقف من اجل الاشارة يحتضنها من الخلف ويقول لها انت الشمس تقول له انت الهواء وتضحك ! قررت ان الابتعاد فمشاعرهم اشعرتني بالعزلة فحبيبي ليس معي .

ابتعد عنهم واحاول الالتهاء بهاتفي .. ارفع رأسي وارى امامي رجل عجوز وزوجته هو يزيح لها الكرسي وهي تجلس شاكرة له يمسك يدها ويرتب عليها وينظر الى عينيها كما لو انه يبحث عن شبابه في عينيها ! فقلت ماهذا الحظ أهذا هو يوم الحب ام انني افتقد زوجي .. 

اسير قليلا وانظر الى المحال فارى رجلا يحاول شراء منديلا نسائيا ويفكر مليا ويسرح في عالمه كما لو انه يحاول تذكر لون ثيابها وان كان يناسبها ..فابتسم واسير واقول كما تقول لولو "  love in the air" 

اتابع مسيري وقررت ان اتصل في الاردن بعد هذه الموجات العارمة من الحب تذكرت وطني وتذكرت امي وابي ...

اتصل واحاور امي وكالعادة تعب وقهر السنين .. اتحدث مع والدي الذي هرم صوته قبل جسده ... امي تشكو ألم القدمين والركب ووالدي يشكو الضمان الذي لم ينصفه في تقاعده .. تخبرني امي ان ابن اخت والدي السوري ارسل ابناءه وزوجته الى الاردن هربا من الحرب ... تذكرت يوم هربنا من حرب الخليج اتنهد واقول الله يعينهم تكمل امي تقول ابن اخت والدك محجوز على الحدود بسبب قرب القتال من الحدود الاردنية .. تتنهد وتقول زوجته انسانه رائعه جميلة الخلق والوجه .. تكمل والدتي التي اتعبتها الدنيا انها مشغولة بايجاد بيت لهم ليسكنوا فيه وتوفير كل ما يحتاجونه و تخبرني ان الناس والله ما قصروا لما عرفوا انهم سوريين والله يا امي الكل بيساعد والحمدلله .. اتنهد واقول نعم الحمدلله واتذكر كل ما اقرأه من اخبار وما يحاول كتاب المرض النفسي بثه من حقد وكره بين الناس واقول فعلا الحمدلله تكمل والدتي والله يا امي ان خليت بليت والله حاط البركة في الناس الفقير بيساعد والغني بيساعد فيهم الحمدلله يا امي ... 

اسمع كلامها وانظر الى حولي واذا بي ارى علم امريكا يرفرف عاليا امام الاطفائية ولوهله رأيته كما لو انه علم بلدي ابتسم لروعة الوانه ولروعة ناسه واكمل واقول لامي الحمدلله ان الناس ما زالت تجير المسكين وتعينه حتى وهم يعانون من صعب الحياة ومآسيها .. من بعيد اسمع صوت ابنة اخي التي ولدت وانا في الاردن السنة الماضية وسنح الله لي فرصه حملها تلك الجميلة التي تداعب جدتها وتطلب انتباهها بشده ! 
ابتسم واقول لامي على الرغم انني متألمة لاحوالكم الا انني سعيده لاسمع انكم بخير وان من معكم بخير والحمدلله وان مازال هناك اردنيين يجيرون المسكين .. مازال هناك في بلدي كرم طائي !

الثلاثاء، 7 مايو 2013

سؤال عبوده

في ذات صباح استيقظت ونظرت للاسفل ووجدت عبوده جالس على الكنبه وحيدا ينظر من خلال الشباك سارحا بامر ما .. لم ارد ان اكسر عليه خلوته فوقفت اراقب ملامح وجهه التي كانت تتغير كما لو انه كان يحاكي احدا... 

تابعت النظر الى ان شعر بوجودي فابتسم وقال: " لماذا تراقبيني يا ماما؟" 
لم ادري ما الاجابه فانا نفسي لا اعلم ما سر وقوفي ومراقبته .. ولكني وبحكم انني كبيرة كما يقول يجب ان املك اجابه لكل سؤال! 

فقلت :" اردت ان ارى وجهك وظننت انك تخاطب احدا ؟" نظر الي خجلا وقال : " هل يعد جنونا ان تكلمت مع نفسي؟" قلت "لا، ابدا!"  قال هل تملكين صديقا تحاديثينه في اوقات غضبك او حيرتك؟ " نظرت اليه نظرة استغراب كما لو انني ارى شابا كبيرا يناقشني في امور حياته. 

قلت له:" عبوده ، احيانا احتاج للحديث لنفسي لانني اراجع نفسي واراجع ما اقوم به واراه امرا ضروريا وصحيا في الحياة." نظر الي بعينيه المشتعله بالامل وقال :" كنت اتحدث مع نفسي اعاتب نفسي على عدم قدرتي على ان اصل الى مستوى لولو في الدراسه." ... تنهدت وشعرت بالالم لكلمته لكنني شعرت ببهجه داخليه ان ارى طفلي يمارس حساب النفس ولو كان في المكان الخطأ ... اقتربت منه اكثر وجلست بجانبه ووضعت يداي حوله وقلت : " أترى تلك الزهور ؟" قال :" نعم ماما اراها" قلت "هل تراها متشابهه او هي مختلفه؟" اجاب وبحيرة :" اراها مختلفه ماما" قلت ان كانت كل تلك الزهور متشابه بالرائحة وباللون فهل تظن كنا سنعجب بها وسنراها متميزه؟" 

صمت قليلا ... نظر الي ونظر الى الزهور ثم نظر الي وبابتسامة قال " ماما اظن انها ستكون ممله." فقلت:" هكذا خلقنا الله مختلفين ومتنوعين في طريقة تفكيرنا واهتماماتنا وحتى في طريقة انجازاتنا وخلق لكل انسان مهارة تميزه عن غيره وتجعله انسان فريد بين جميع البشر." نظر الي نظرة طويلة كما لو انه يحاول فهم ما قلت ويحاول استيعاب ما قصدت وعاود النظر الى الخارج  لفترة شعرت انني لم اقنعه الا انه كسر الصمت وقال :" ماما اعلم انني مميز وان الله خلق بي ميزة الصبر والقدرة على العمل المتواصل فانا لا امل واظن انني اتغلب على لولو في تلك الصفات لانني لا أيأس!! واكمل " ماما انتي صديقتي المفضلة احبك امي ." 

ذهب عبوده الى الغرفه المجاورة وتركني لوحدي افكر فيما قلت ... كم من مرة مررت في مراحل اليأس والعجز والتفكير بانني لا املك ما يملكه غيري .. 

تركني في حيرة افكر واحاول فهم نفسي واجبر نفسي على الاقتناع انني مميزة لانني انسانه خلقها الله فاحسن خلقها وحمدت الله على اطفالي الذين باسألتهم يعملون على اعادتي الى ارض الواقع ... شكرا عبوده :) 

الجمعة، 8 مارس 2013

رحلة عمر

دخلت الى الطائرة وملئت بعطرها الطائرة، تسير على هون وتتمسك باطراف كراسي الطائرة تبتسم كل ما ضربت يدها رأس احدهم وتتأسف ينتهي بها المطاف الى جانبي. امعن النظر فيها لا ادري ما السبب لكنني امعنت النظر ودققت بكل تفاصيلها.
أمرأة تبلغ من العمر الستين منحني ظهرها من قسوة السنين سطرت على ايديها خرائط الزمن وقوته الا انها ما زالت ابتسامتها مشرقه ومفعمه بالحيوية.
كان يسير خلفها بهدوء وبصبر يتابع خطواتها ويداه تحيط بها كما لو انها ملاك سيطير  بأي لحظة من بين يديه! ينظر يمينا ويسارا ويحاول ان يمازح كل من رأسه اصيب بسهم اصابعها.
جلس على الطرف المقابل لها بين اللحظة والاخرى يميل عليها ويمسك يديها ويشد عليها ويقول لها احبك!
انظر اليه واتابع نظراته ووجهه المتجعد وشعره الذي هزمه الرمادي في معركة الحياة اتمعن في وجه وارى ولع وحب فامعن النظر في عينيه وشعرت انني ليلى في بحر قيس وهو ينظر الى حبيبة عمره. اقترب منها وقال لها حبيبتي دواؤك له الموعد معك الأن تبتسم وتقول له كم اكره الموعد المر قال لها تعودنا على كل مر يأتي خلفه الشهد.
يعطيها الدواء ويسأل المضيفه ان تمنحها كأس الماء تنظر اليهم وتقول كم جميل ان تكونوا في العشق اسياد؟ يضحك هو ويهز رأسه ويميل لقلبه ويقول جهل الشباب عماهم عن حب يدوم ويطول وبابتسامتها المتكسره بين تجاعيد وجهها وصوتها تقول الا تذكر كما كنا تماما. يقول لها وبحنية يرتب على يديها نعم لكنك بقيتي وانا بقربك غرسني الزمان. تنصت له كما لو انه يغني لها اغنية رومانسية. انظر اليهما وبلحظة  عابرة امر على بيت جدتي واراها جالسه وعينها التي فقأها الزمان واصبحت بلا عنوان وانظر الى ثوبها المطرز والتي غابت تطريزاته من قهر السنين ادقق النظر على وجهها فأري الم الزمان وقسوة الاحداث قد سطرت الالم والوجع اتابع النظر والتنصت علي اسمع كلمة حب بين الزوجين فأرى جدي قد مل الحياة وجدتي مازالت تقرع طبول الحرب ولا تستسلم ولا تتنازل اعود من ذلك الكابوس لانظر الى روميو وجولييت واراه يتكلم مع المضيف ويقول قد امضيت ثلاثين من عمري معها كانت معي حين هزمت وفرحت معي حين انتصرت فكيف لي ان لا احبها.
حينها تذكرت والدي حين قال لي كوني مع زوجك في تعبه كان معك في راحته وضحكت فظن الرجل انني اضحك معه فابتسم لي وقال لا تفرطي فيمن احببتي فهززت رأسي وعدت اتابع قراءة كتابي علي اعيد كتابته . 

الجمعة، 22 فبراير 2013

التجنيس والوطن وحقي

 التجنيس والوطن وحقي 
نشرت صحيفة الرأي مقال في يوم الاربعاء في تاريخ 20 فبراير 2013 للاستاذ الصحفي طارق المصاروة. شعرت وانا اقرأ في مقال التجنيسوالوطن بالتحقير، كوني احد المتهمات بسرعة التنازل عن جنسيتها لحظة   الحصول على الجنسية الامريكيه . وقد استغربت كيف لجريدة محترمه كجريدة الرأي ان تعمل على نشر مثل هذا المقال الذي يحقر المرأة الاردنية  ويهينها.
لقراءة كامل المدونة اضغط هنا 

السبت، 12 يناير 2013

اصلي وحقي والمواطنة


على الرغم انني احمل الجنسية الاردنية وجواز سفر اردني وتعلمت ودرست في المملكه الاردنية الهاشمية وعملت في شتى المجالات قبل زواجي وانتقالي للولايات المتحده الامريكية الا ان هناك من اعتبرني غير اردنية ولا انتمي الى تلك الدولة التي تقبع في ما يسمى ببلاد الشام. ممادفعني الى السؤال عن التعريف الكامل للوطنية وهل الوطنية تكمن في ان اقف في مكان عام واصرخ واقول يعيش جلالة الملك ام ان الوطنية تحتم علي ان ارى ما يدعو اليه جلالته في المجالس والمحافل الدولية واعمل معه من اجل جعل الفكرة الى الية عمل وحقيقه.

اعترف ان المرأة الاردنية قد حصلت على جزء من الحقوق المنقوصة التي حرمها منها المجتمع الذكوري التي تعيش فيه غير ان حقوق المرأة الاردنية مازالت غير مكتملة لكثير من الاعتبارات لكن قبل ان اطالب في حقوق المراة الاردنية اتضح لي ان مفهوم الحقوق والواجبات مفهوم ملتبس فيه وغير واضح المعالم عند الجميع مما جعلني اشعر ان هناك اهمية كبيرة لادراك اهمية التعليم النافع المبني على اسس التفكير والسؤال والنقاش لا الحفظ والتقليد


الامر الذي زاد من ايقاني ان التعليم لا يؤدي واجبه في انعاش العقل وتفتيحه هي موجه الاحداث التي حدثت في الاونة الاخيرة وما يصدر منها تعليقات في السوشيال الميديا من تويتر وفيسبوك واخير المواقع الاخبارية لقد اشعرتني بالصدمه مما قرأته في مقال حتر والذي يبرر عدم منح المراة الاردنية حق التجنيس لابنائها على انه امر امن وطني وعلى المرأة الاردنية ان تدرك ان الخطورة قائمة بسبب ما يسمى بالوطن البديل لم يكن حتر وحده الذي جعلني افكر فيما يحدث في بلدي بل قضية خالد الناطور وردود الفعل من الشارع الاردني والذي تفاوت بين من رفض الاعتقال من قبل السعودية وبين مؤيد وكيف ان هناك من قام بنشر فيديوهات تظهر خالد الناطور يتظاهر في الاردن امام السفارة السعودية ويبرر اعتقاله من قبل القوات السعودية وكيف ان رأيي ان التساهل في حق  اردني في الخارج ممكن ان يؤدي الى التساهل في حق اي موطن مغترب ادى  الى السؤال ما هو اصلي وماذا قدمت للاردن

هذا السؤال الذي جعلني اقف واحاول تفسير كل تلك الاحداث ومحاولة فهم وجهة النظر لكل من يدعي حب الوطن ويقف ضد التظاهر وابداء الرأي واتهام من يتحدث عن مشاكل البلد على السوشيال الميديا ومن يحاول صبغ الوطنية على انها عمل من دون كلل حتى لو كان هذا العمل يعني ان تبقى صامتا عن ضياع حقوق او اهدار مال البلد.

برأيي نحتاج الى ماده في الحقوق الانسانية كون المرأة الاردنية من حقها ان تمنح ابنها او ابنتها الجنسية لا لانها تحتاج الى الخدمات بل لان هذه المرأة تساهم وتشارك في بناء الوطن ومن وحقها على الوطن ان تكون معترف فيها وفي حقها في ان تعيش هي واولادها حياة كريمة دون الخوف من رفض الاقامة كما ان قضية  خالد الناطور هي قضية حقوق المواطن الاردني في ان يتم الدفاع عنه في الخارج وان تحمى حقوقه وان تحترم خاصة وان كان سبب الاعتقال او الاحتجاز هو تظاهره في بلاده امام سفارة الدولة التي اعتقلته


الحقوق لا تجزأ فيها وحينما اطالب في حقوق مواطن اردني دونما النظر الى اصوله او اتجاهاته الفكرية . ومن المؤسف ان ترى اردني يبرر اعتقال اردني من قبل القوات السعودية واتهامه بشتى الاتهامات وتبريره بانه غير اردني خالص . لم اكن اعرف ان الاردنيين انواع ودرجات كان الملك الراحل يقول الانسان اغلى ما نملك .. قال الانسان ولم يقل الاردني الذي ينتمي من عائلة فلانية بل قال الانسان. من المؤسف ان نصل لتلك الدرجات من قلة الاستيعاب لكلمة صغيرة لكنها كبيرة في المعني وهي كلمة الحق.