يكتب عبد الهادي راجي المجالي وبشكل دوري مقاله يتحدث فيها عن امر شاهده في عمان او ضواحيها وفي اغلب الاحيان تكون في عمان الغربية وفي كل يوم يحاول مهاجمة ظاهرة بطريقه سوقية وتحريضية تشعر فيها بالاشمئزاز.
وقبل ايام احتفل طلاب التوجيهي بالنجاح وعلى الرغم انني ضد بعض اشكال الاحتفال التي تمارس كاغلاق الطرق واطلاق الاعيرة النارية في الهواء الا انني اعتبرت وجهة نظر عبد الهادي راجي المجالي تخلو من الاحترام للمرأة .
اعترض عبد الهادي على خروج الفتيات في فاردات واعترض على طريقه تعبيرهم عن فرحتهم ولكنه لم يعترض على عشوائية اطلاق النار في الهواء والتي اردت امرأة اردنية في العقبه قتيلة ولم يعترض على الالعاب النارية او حتى اغلاق الطرق من الطلاب الذكور او الاناث فتحامله جاء على ان خروج الفتيات للاحتفال وصراخهن كان مناف للاخلاق ووصفهم بالعهر ! ما أرقني هو ردود الفعل على كتابة الكاتب المحترم والتي لم توازي ردود الفعل التي حضيت فيها الوزيرة التي عبرت عن غضبها عن التصرفات التي تصدر من الناجحين في الثانوية العامة واجبرت على تقديم الاعتذار والتوضيح لرأيها في حين تمر كتابات هذا الكاتب من دون اي ضجه او محاسبة مما يدفعني للسؤال هل اهانة للمرأة الاردنية جائزة في مجتمعنا الاردني الكريم؟
تستحضرني هذه الايام ما حصل مع رولا قواس وفيديو التحرش وكيف اعتبره المجتمع الاردني انه ضد العادات والتقاليد والمنظومة الشرقيه ان تتلفظ او ان تحمل فتيات هكذا يافطات لعبارات يتلفظ بها الرجل بشكل يومي ليتحرش بفتاة في الشارع اعتراضهم كان على المرأة ولم يكن على ما يتم تداوله من الفاظ سوقية في الشارع والاجمل كان حينما قاد الاستاذ الدكتور قورشة وقفه عفه في الجامعة الاردنية وجاهد من اجل ايقالة الدكتورة من منصبها فقط لانها اردت ان تقول للمجتمع ذكوركم يتلفظون بتلك الالفاظ. تأتي بعدها الوزيرة التي وصفت تصرفات الفرحين بالنجاح بانها متخلفه اجبرت تلك الوزيرة على الاعتذار وطولبت بالتوضيح !
وفي الناحية الاخرى نرى رجال لهم اسمهم ووقعهم في المجتمع يتمادون في اهانة المرأة الاردنية ولا اجد من يتهمهم بالتحقير او الاهانة فنرى عبد الهادي راجي يستمتع باهانة المرأة في عمان كما لو انها لاتنتمي الى النسيج الاردني ويتبجح في وصف تلك المرأة بكل الاوصاف لتصل لدرجة العهر فلم اسمع مطالبات بالاعتذار او حتى بوقفات عفه.
المرأة الاردنية اينما وجدت وكانت هي امرأة تمثل وطنها كما يمثل الرجل وطنه والمفروض ان لا ينقص من حقوقها وكرامتها شيء الا ان مجتمعنا يصر على نظرته الدونية للمراة ويعلل ذلك بانها خالفت القيم الشرقية التي يحملها المجتمع في حين تلك القيم لا تظهر حينما يتبجح الرجل في اهانته للمرأة وتظهر فقط حينما تعبر المرأة عن رأيها.
اسمحوا لي ان اعترض على تلك القيم التي سمحت باهانتي كامرأة ولم تسمح لي باعادة اعتباري، اسمحوا لي ان ارفض تلك القيم التي تسمح للرجل ان يمعن في وصف جسم المرأة ويعتبر جسدها عورة ولا يعتبر كلامه فاضح. اسمحوا لي ان اسجل ثورتي ضد القيم التي تسمح للرجل ان يحولني الى شيء او مكان مثير وصوتي في اهانة للشهر الكريم ولا يرى تصرفاته فيها اهانة لكل الاشهر والقيم والكتب السماوية.