الجمعة، 15 يناير 2010

جبريل !!

انهيت بالامس كتاب Say You Are One Of Them لم اكن اتوقع تلك النهايه ولم اكن اتوقع ان يكون هناك في الارض مازالوا ينظرون نظره حياديه !!كانت النهايه مع قصة جبريل ذاك الشاب الفار من المذابح التي اقامها المسلمين ضد المسيحيين في كينيا في الشمال الا ان المضحك في الامر ان جبريل كان شابا تربى تربيه اسلاميه بحته في الصغر ذهب الى المسجد وواظب على الصلاة في كل اوقاتها وحينما سرق اعترف بفعلته وهو يعلم ان الجزاء هو قطع اليد وعلى الرغم من الدعم الذي قدمته له جمعيات حقوق الانسان ولكنه كان يعلم ذاك هو الصواب فرفض مساعدتهم وقرر المضي !!
الا ان الماضي لجبريل لم يكن ماضيا عاديا لطفل مسلم فهو ولد من اب مسيحي وام مسلمه ولكون الام عدت الى ديار اهلها بعد ان انجبت طفلين كان الاصغر جبريل
قصة جبريل في الكتاب كانت عباره عن سيل من الذكريات في لحظات متقطعه اثناء صراعه في البقاء في الحافله التي كانت ستقله الى مسقط رأس أبيه في الجنوب كانت كلها ذكريات فيها الكثير من الحزن الذي اجتمع في حياة ذاك الشاب ذو 16 ربيعا اصعبها كان ان يرى اخيه الاكبر يوسف يرجم حتى الموت قصة يوسف كانت ان الطفل قد عمد بالماء المقدس حين ولادته وامضى خمس سنوات مع والده الذي كان مسيحيا فتعلم من والده الديانه وتجرعها ولكن حينما ذهب مع والدته لم يكن ليقدر ان ينسى والده وديانته الا ان اهل امه اخذوا يعملون على تربيته تربيه اسلاميه محافظه ولكن حينما كبر قرر العوده الى والده وبالفعل عاد الى ابيه الا انه عاد الى مقر امه لزيارتها ومعه الانجيل مما جعل الجميع ينظر اليه انه مرتد ويجب ان يقع عليه الحد!!
فشهد الاخ الاصغر رمي اخيه في الحجاره في البدايه كان يوسف يستجدي الا انه ايقن الموت فأخذ يتلو ما في الكتاب الذي حفظه من الصغر ومازالت تلك الصورة عالقه في عقل جبريل الا انه لم يتحرك لايمانه ان الاسلام هو الدين الحق !!
كما انه شهد قطع يده وما ابداه من شجاعه من الوقوف واخذ الحد ولم يطالب بالحمايه من جمعيات الحقوق مما جعله بطلا في اقليمه ودفع الكثيرين من ان يقدموا له العمل ثمنا لهذه الشجاعه
ولكن ما حدث في المذابح في اقليمه ضد المسيحيين عملت على ان تزيده من العمر السنين!!
بدأت حينما كان يرعى البقر ولكنه شعر بامر غريب في الهواء كانت رائحته غير مريحه لانفه ولكنه لم يكن ليعرف ما هي ولم يلبث الا ان قرر العوده الى بيته وفي الطريق لاحظ الكثير من الامور الغريبه ثم رأى اصدقاءه احدهما يحمل سيفا والآخر يحمل قنينه كبيره من البنزين وحينما سألهما جبريل عن السبب قالوا له انك لن تقاتل معنا فانت نصف مسيحي ولا نستغرب ان تكون منهم الا انه رفض هذه الفكره واخبر اصدقاءه انه سيذهب لارسال البقر لصاحبها ومن ثم يعود للعمل معهم وبالفعل قام الا انه استغرب من فعل اصدقاءه الذين اخذوا يقذفونه بكل صفه قبيحه ومن ثم اهاجوا الناس عليه الذين بدأوا بركله وقذف الحجاره له ولم يقاوم جبريل الا انه حاول حمايه رأسه وبعد ان اعتقدوا انه ميت جمع كل ما فيه من قوه واخذ يركض من دون ان يلتفت خلفه واخذ اصدقاءه يلحقون به الا انه استطاع التخلص منهم الا ان الارهاق والتعب والجراح اتعبته وانهكته فخارت قواه
كان جبريل في كل لحظه من اللحظات التي يقضيها في الباص منتظر للسائق حتى ينطلق ويهرب من هذا الكابوس ولم يكن جبريل يشعر بالراحه بسبب فقدانه يده اليمنى لانها ستكون الدليل القاطع انه مسلم وسط الجمع الغفير من المسيحيين ومن الديانات الاخرى
من اهم الاحداث التي اثرت في سير القصه او الذاكره التي حولت مسار القصه هي قصته مع الشيخ المعلم الذي وفر له الحمايه وللمسيحيين الفارين وكيف انه كان على استعداد ان يقدم نفسه وابناؤه ثمنا لحمايتهم وحينما عمل على اطلاقهم الى السافانا حتى يتجهوا نحو الجنوب نحو الاكثريه المسيحيه كيف انه عمد ان يذكر جبريل وان يقول له ان الاسلام دين يسر وسماحه وان ما يمارسه هؤلاء لا يمت بالاسلام !!والامر الآخر التي حول مسار القصه هو كيف ان احد المسلمين يتحدث عن المذبحه التي تمارس ضدهم في الجنوب كرد على ما يحدث في المسيحيين في الشمال الامر الذي دفع الى التساؤل والتعجب كيف انهم متعايشين بسلام وان قام احدهم بتصرف خطأ لا يعني ان نعمم الخطأ والعقاب والمنظر الذي شاهده جبريل من حرق للمأذنه وللمسجد وكيف ان هذا الامر ابكاه مما دفعه ان يخرج يده من جيبه التي عمل على اخفائها طوال الرحله مما كانت دليلا على انه مسلم وكيف انهم اخذوا يتناولوه ويمزقون ثيابه وكان من الغريب ان تسمع احدهم يقول لو كان المسيح في هذه الموقف ماذا هو بفاعل!! الا ان الجميع طالبه بالسكوت ودفع جبريل بحياته بعد ان ضاق الكثير في سبيل حمايه حياته
الامر الذي كان يستغربه جبريل هو الازدواجيه في التفكير لدى الناس وكيف انهم كانوا يغيرون افكارهم لمجرد الاختلاف في الديانه او الانتماء السياسي او الافكار الامر الذي استوقفني في الكثير من اللحظات التي تذكرها جبريل وجعلني ايقن اننا نتعامل نحن بنفس الطريقه وبنفس العقليه فمثلا نحن نعد البلوي ارهابيا ولكن حينما توفي زيدان عده الجميع شهيدا وعلى الرغم انه قد يكون ازاج في قتل المسلمين في باكستان فقط لانهم يعملون مع الحكومه فكيف عد هذا شهيدا وعد الآخر ارهابيا!!
كتاب احتوى على الكثير من المشاكل التي يعاني منها المجتمع الافريقي لكن الكثير منها تبدو قريبه منا وخاصه من حيث الانتماء الديني والعشائري والاجمل ان ترى كاتب القصه كان حياديا على الرغم انه رجل دين مسيحي الامر الذي دفعني الى التمني انه سيمتعني بمزيد من الكتب والقصص !!

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

who wrote this book? … It is encouraging to read how lives can be transformed by the power of religion.. Thanks for sharing

sozan يقول...

Hi,
The name of the author is Uwem Akpan
you are welcome