الثلاثاء، 10 يناير 2012

حلال ولا حرام !!

في كل يوم كان هناك طارق على الباب وكان يتحايل على الاولاد  والام ان يقولوا انه ليس في البيت فالمحل اغلق لخسارته والمال انتهي ولم يعد في البيت ما يكفي لاطعام  الاسرة يغلق الباب الغرفة تحتار الزوجه ماذا تفعل فلم تعتاد عليه الا قويا قادرا على مواجهة اي من المحن ولكنه في الخمسين وهرمت العزيمة  كما هرم الجسد ومازال الحمل كبير وثقيل ومازالت هناك افواه باكية

يقف خلف الباب حتى يمنع دخول اي احد الى الغرفة ويبكي وحيدا فقد تعلم ان البكاء للنساء فقط ويعيب على الرجل البكاء يحاول اخفاء نحيبه حينما يسمع صوت ابنه يسأل والدته هل في البيت من طعام فهو جائع

يبحث في جيوبه الفارغة فيرى ان هناك ما يكفي امرا كان يخافه وحرمته الاديان لكن الضيق وصل حد الضنك ووصل العقل حد الجنون وهل من حرام اكثر من ارى ابني يطلب الطعام ولا يجده تبا لك يا  شيخ المسجد علمتنا ان الانتحار حرام ولكنك لم تعلمنا ان ترك انسان دون عمل او معيل يعني انه لا يستطيع اعالة عائلته فلم تعلم حارتنا كيف تتقي الله فينا وتلتفت لحالتنا وتعيننا

الله يرحم زمان لما كان ابومحمد  بده ترخيص بناء للطابق الثاني وطرق الباب ولبيت الطلب دونما اجر  والأن يزيح وجهه عني لعلمه بحاجتي

ذاك الوقت خفت من الله ومن المال الحرام ولكن ماذا افعل ابني لا يكف عن البكاء في طلب الطعام حتى لو كانت كسرة خبز  فمن هو المذنب في حالي هل هو انا ام ابومحمد او الامانة ام المجتمع ام ابي وامي لانهم انجباني لا ادري من الوم فالحياة صعبه ولم اعتد الا على العمل ولم اعتد على السؤال ماذا افعل ؟

اعلم ان هناك من منحني المال لكنني جاهل في ادارة المال يعود الى ذاك الوقت وراى الناس الذي لم يرهم من زمن كلهم يقول له مشروع ما او فكره وكلهم يحلفون على المصحف الشريف ان الفكره ستوفر له اكثر من 500 دينا ر وفي النهاية يقولون رح تلعب بالمصاري لعب

ينظر حوله الى السرير المهترأ والخزانة التي مزقتها الاعوام وينظر الى الدهان الذي ازاله عتق المكان جلس على حفة السرير المهترأ واخذت الذكريات ترتحل ويتسائل لماذا اتذكر الاموات اليوم ولماذا اعيش مع الماضي في هذه الغرفة

يحاول طرد فكرة الانتحار يحاول البحث عن وسيلة لاعالة العائلة الكبيره الذي حملها على عاتقيه وعلمه الشيخ ان كل طفل تأتي رزقته معه وعلمه ان الحبوب منع الحمل حرام لان الرسول مباهي الامم بكثرة اتباعه !! ولم يعلمه ان العزل حلال !

مازال الاموات يزورونه اليوم هاي امه تتحدث معه ويجلس باكيا امامها فهي المراة الوحيده التي تحترم رجوليته وتسكت وتسمع دونما كلل

يبدو الطريق معتما ومظلما ومدركا ان ما قاله الشيخ مفهوم ولكني لم اعد ذو فائده لابنائي فابني يبكي من شدة الجوع عل موتي يفيق بعض القلوب وعله ينتهي بهم الحال الى التنمية فمن المفروض ان يكون لا معيل لهم حتى يأخذوا الاعانة وانا المعيل ووجودي يعني جوعهم

يخاطبه ضميره من انت لتقرر موت نفسك يقول انا من انا انا لم اعد ذاك الرجل الذي يملأ البيت ولم اعد ذاك الرجل الذي يضرب ع صدره مخبرا انه قادر على منح  اولاده ما ارادوا من انا انا رجل بلا رجولية !!

يغطي وجهه بالدموع تطرق الباب رفيقة العمر وتتسائل عن حاله يمسح وجهه ويخبرها بانه قادم

يخرج ويقول لها انا سأخرج وسأعود بربطة خبز ان شاء الله

يخرج يرى الشمس والهواء  يضرب وجنتيه لم يشعر ببرودة الجو ونسائم الهواء بل شعر بالضيق والسواد ونظر الى السماء متسائلا لم يعرف احد سر النظرة الى السماء وما  دار بينه وبين السماء ولكنه  هز رأسة وتوجه  بطريقة سلم عليه البعض دون التفات الى حاله واخبر البعض عن كذب اهل بيته هاهو يخرج من البيت يحاول ايقافه البعض ولكنه  لا يعيرهم انتباه ويمشي  فيتركوه ماشيا دونما ازعاج

يصل الى المكان ويداه ممتلئتان يصل الى المكان وينظر الى السماء مرة اخرى وعيونه باكية من كان حوله استغرب وضعه وحالته ولكنه قرر واصر على القرار فالدنيا لم تعد له ولم يعد له فيها مكان

واحرق نفسه كان يتألم ويصرخ ولكنه كان يتألم اكثر حينما يتذكر صوت ابنه هب الجميع لاطفاء نيرانه ولكن لم يستطع احد اطفاء نيران قلبه وعقله فبيته خال واطفاله جياع والام ضاقت بها كل الحيل 

اخذ الى المستشفى والكل ينظر اليه ويلعنه لانه اقدم على المحظور ولكن مازالت عيناه الى السماء ومازال  مادار بينه وبين السماء مبهم

مات المطارنة ليشهد المجتمع الاردني موت المجتمع مع موت المطارنه

موت المطارنة حرام !! ولكن ما هو سر موت المجتمع والناس وما سر الانشغال بتحليل وتحريم موته وماذا نعتبره ؟  المطارنة كان شهادة وفاة لمجتمع فقد كل انسانيته حينما انهالت المصائب عليه فلم يجد من يرفع ويحمل عنه القليل

انا لا اعرف الكثير عن المطارنة وكل ما اعرفه هو ما تداولته الصحف لكني ما اريد ان اعرف  لماذا يمنح مبالغ بهذا الحجم دونما اي مساعدة في كيفية ادارة هذه الاموال لماذا لم يتم توفير لجنة تعمل على نصح مثل هؤلاء الاشخاص الى اي مجال استثماري خاصه وان هناك حالات كثيرة مثله  مازالت تنتظر القروض  وضع لاصق على جرح عميق لن يوقف النزيف وهذا تماما ما قامت به الامانه اعطت المال دونما توجيه او على الاقل توفير جهة معينه تعمل على ارشاده وتوفير ما يلزمه من معلومات من اجل الاستثمار ولكن مازلنا  في سياسة الباندج  لنرى الى متي والي اين !!

هناك 10 تعليقات:

yosef يقول...

سوزان ابنتي العزيزة

مساء الخير
لن اعلق ...
ولكني سانقل عن عمون التعليق والتوضيح ادناه وهو قد يضيف لمن يقرأ تدوينتكِ الرائعة الاسباب والمسببات لاقدام المطارنة على احراق نفسه

دمتِ بخير


عمون - أمل غباين - كشف اقدام المواطن الخمسيني أحمد المطارنة عصر الاثنين على الانتحار حرقاً أمام بوابة الديوان الملكي عن بؤس عائلة أردنية نهشها العوز بعد أن أحيل معيلها الوحيد إلى الاستيداع.

وقد اعلن وفاة المطارنة مساء الإثنين في مستشفى البشير متأثراً بحروقه.

زوجة المطارنة التي التقتها "عمون" في أروقة قسم الحروق بمستشفى البشير أكدت لـ عمون أن زوجها خرج صبيحة اليوم ولا يوجد في البيت "كسرة خبز".

وتابعت أن زوجها أحيل على الاستيداع من أمانة عمان بتاريخ 8/6/2010 وفي ظرف مالي صعب كانت تمر به العائلة المكونة من 15 فرداً.

ولفتت الزوجة إلى أن زوجها حاول الانتحار مرتين سابقتين نتيجة الظروف الصعبة التي تمر بها العائلة إذ بينت أنه سبق ان حاول حرق نفسه أمام مكتب أمين عمان السابق المهندس عمر المعاني ما دفع بالأخير الإيعاز بمنحه قرض الإسكان لموظفي الأمانة والبالغ 30 ألف دينار.

وأضافت أن المبلغ المذكور لم يكفِ لسداد الديون التي تراكمت على العائلة جراء توقف معيلها عن الإنفاق لمدة طويلة من الزمن، مبينة أن لديها ابنتين تدرسان بالجامعة وكان "كُسر" عليهما أقساط إضافة إلى تراكم المبالغ المستحقة على الأسرة بدل إيجار المنزل.

وأشارت إلى أنه قام بفتح محل أدوات كهربائية الا انه لم يجر عليه سوى الخسائر ما ألحقه مزيداً من الديون فقام بإغلاقه.

وبينت أنه قام قبل فترة من الزمن بمحاولة الانتحار بتناول السم أمام الديوان الملكي مشيرة إلى انه تم إسعافه على الفور.

وتابعت أن زوجها مر بظروف قاهرة دفعته بالآونة الأخيرة الخروج من المنزل منذ ساعات الصباح الباكرة وعدم العودة اليه الا بعد ان يتأكد من نوم كافة أولاده خجلاً منه لتقصيره في إعالتهم – حسب قولها-.

أما ابن عمه مستشار الجراحة العامة الدكتور سالم المطارنة فقال انه كان يتابع عن كثب وضع ابن عمه وكانت العائلة تساند الرجل وأسرته حسب المستطاع الا أن حجم المسؤوليات نظرا لكبر حجم العائلة لم يكن بالشكل الكافي، مؤكداً ان ما دفع بابن عمه للانتحار "الجوع والظلم" و"قلة الحيلة" و"العوز".

وحصلت عمون على نص رسالة كان المطارنه كتبها في5/12/2011 موجهة إلى الملك عبدالله الثاني مفادها "انه تعرض لظلم شديد في أمانة عمان وانه يمتلك ملفات تجاوزات تحصل عليها ولا مجيب او سائل من أحد محملا سبب انتحاره الى الفساد والمفسدين الذين حققوا مكاسب على حساب المواطن واكلونا احياءً"

Nawel يقول...

لا حول ولا قوة إلا بالله

ما أصعب الفقر عندما يكاد يكون كفرا..

وما أصعب حالة الإنسان عندما تغيب عنه البصيرة..

وما أقسانا عندما تصيبنا الغفلة..

Whisper يقول...

امبارح ما كنت لسا قارئه ولا سامعه عن الموضوع... اجو ناس يودعو بابا وماما و حكو ان في واحد حرق حاله بالاردن ..سألتهم ليش و كيف ماحد جاوب بس اتحفونا بتحليلاتهم انه خسر دنيته ودينه وانه شو الفساد اللي بالبلد اللي بخلي الواحد يحرق حاله طبعا همه مش شايفين ان في افساد اساسا و قللو من قيمة الموقف و نسيو انه هاد انسان اللي توفى و انتقلو لموضوع تاني بمنتهى البساطه

ربنا يرحمه و يغفرله و يفرّج عن اهله وعن اللي بوضعهم و يفرجها على الجميع

Em Ommar يقول...

الله يرحمه ويحفظنا

اصصصصصصصصصصصصصصصصصصصعب شي بالدنيا لمى إبنك يطلب منك خبزه ومتقدرش تعطيه إيها

يا بي ما أصعبهاااااااااااااااااااااا

hana يقول...

لا حول ولا قوة إلا بالله - إنا لله وإنا اليه لراجعون

sozan يقول...

اهلين والدي يوسف :)
اشكرك جدا للمعلومات واتمنى ان تكون بفائده للناس
تحياتي والدي العزيز

sozan يقول...

فعلا من اصعب الاشياء هو الفقر
اهلا وسهلا عزيزتي نوال :)

sozan يقول...

اهلين ويسبر :)
هاي المشكله الي منعانيها في اي نقاش كانه حياة البني آدم ما الها معنى يعني مش عارفه شو بدهم من بني آدم مش عارف شو يعمل وعنده اولاد !الله المستعان
تحياتي عزيزتي

sozan يقول...

أهلين ام عمر:)
اللهم امين
وفعلا اصعب شي ابنك يطلب ابسط الاشيا وما تعرفي كيف توفريها اله

sozan يقول...

أهلين هنوا :) شو وينك بطلنا نشوفك