السبت، 25 مايو 2013

سلملي عليه


استيقظ في الصباح على صوت زقزقة العصافير وحفيف الاشجار واشعة الشمس تلاعبني على استحياء انظر حولي فأتذكر انهم غادروا الى المخيم الصيفي واليوم يومي انا .. لكني اشتقت ليد زوجي على وجهي في الصباح والى قفزة عبوده على السرير ليعلن بدء اليوم وابتسامة لولو وهي تحاول النوم بجانبي من دون ازعاج! 
لكن اليوم جميل والشمس تداعبني وتدعوني للخروج والهواء يغريني ببرودته اللذيذة فقررت الخروج من حالة الاشتياق والخروج لاستقبال يوم جديد.

امشي في الشارع وارى شاب وشابه ... ينحني الشاب باتجاه وجه الشابه ويقول لها احبك فترد عليه بابتسامة وتقول انا ايضا احبك ! نتوقف من اجل الاشارة يحتضنها من الخلف ويقول لها انت الشمس تقول له انت الهواء وتضحك ! قررت ان الابتعاد فمشاعرهم اشعرتني بالعزلة فحبيبي ليس معي .

ابتعد عنهم واحاول الالتهاء بهاتفي .. ارفع رأسي وارى امامي رجل عجوز وزوجته هو يزيح لها الكرسي وهي تجلس شاكرة له يمسك يدها ويرتب عليها وينظر الى عينيها كما لو انه يبحث عن شبابه في عينيها ! فقلت ماهذا الحظ أهذا هو يوم الحب ام انني افتقد زوجي .. 

اسير قليلا وانظر الى المحال فارى رجلا يحاول شراء منديلا نسائيا ويفكر مليا ويسرح في عالمه كما لو انه يحاول تذكر لون ثيابها وان كان يناسبها ..فابتسم واسير واقول كما تقول لولو "  love in the air" 

اتابع مسيري وقررت ان اتصل في الاردن بعد هذه الموجات العارمة من الحب تذكرت وطني وتذكرت امي وابي ...

اتصل واحاور امي وكالعادة تعب وقهر السنين .. اتحدث مع والدي الذي هرم صوته قبل جسده ... امي تشكو ألم القدمين والركب ووالدي يشكو الضمان الذي لم ينصفه في تقاعده .. تخبرني امي ان ابن اخت والدي السوري ارسل ابناءه وزوجته الى الاردن هربا من الحرب ... تذكرت يوم هربنا من حرب الخليج اتنهد واقول الله يعينهم تكمل امي تقول ابن اخت والدك محجوز على الحدود بسبب قرب القتال من الحدود الاردنية .. تتنهد وتقول زوجته انسانه رائعه جميلة الخلق والوجه .. تكمل والدتي التي اتعبتها الدنيا انها مشغولة بايجاد بيت لهم ليسكنوا فيه وتوفير كل ما يحتاجونه و تخبرني ان الناس والله ما قصروا لما عرفوا انهم سوريين والله يا امي الكل بيساعد والحمدلله .. اتنهد واقول نعم الحمدلله واتذكر كل ما اقرأه من اخبار وما يحاول كتاب المرض النفسي بثه من حقد وكره بين الناس واقول فعلا الحمدلله تكمل والدتي والله يا امي ان خليت بليت والله حاط البركة في الناس الفقير بيساعد والغني بيساعد فيهم الحمدلله يا امي ... 

اسمع كلامها وانظر الى حولي واذا بي ارى علم امريكا يرفرف عاليا امام الاطفائية ولوهله رأيته كما لو انه علم بلدي ابتسم لروعة الوانه ولروعة ناسه واكمل واقول لامي الحمدلله ان الناس ما زالت تجير المسكين وتعينه حتى وهم يعانون من صعب الحياة ومآسيها .. من بعيد اسمع صوت ابنة اخي التي ولدت وانا في الاردن السنة الماضية وسنح الله لي فرصه حملها تلك الجميلة التي تداعب جدتها وتطلب انتباهها بشده ! 
ابتسم واقول لامي على الرغم انني متألمة لاحوالكم الا انني سعيده لاسمع انكم بخير وان من معكم بخير والحمدلله وان مازال هناك اردنيين يجيرون المسكين .. مازال هناك في بلدي كرم طائي !

هناك تعليقان (2):

الحياة يقول...

شكرا على الموضوع

hana-ihjoul يقول...

يمكن بطل love in the air بعد هاي الأخبار العربية و الحرب