الخميس، 6 يناير 2011

ذكريات


تحت زخات الثلج الجميل والذي في حياتي لم احبه لكنني اليوم اقر بجماله شعرت كما لو انني مازالت تلك الصغيره التي وقفت ذات يوم امام البترينه تنظر على الاغراض المعروضه تحاول جاهده ان توحي للماره وصاحب المحل انها تنظر الى الاشياء من اجل شراءها الا انها في الواقع كانت تتمنى ان ترى نقودا متساقطه على الارض من اجل ان تشترى تلك الكره الزجاجيه والتي تحتوي على قصر بداخلها كنت احلم ان هناك امكانية ان تصبح الحياة جميله كريستاليه كتلك الكره !!
مازلت احب تلك الكره ومازلت ارغب في اقتناءها لكنني اخاف شراءها ويفسد اطفالي فرحتي بها بكسرها مضحكه انا في كل يوم اقف امام المحل واضع الاعذار التي لا قيمه لها !!
لامستني ثلجه على وجهي شعرت بقشعريره شديده لا اعرف ان كانت من البروده ام كانت من الذكرى لاول ثلجه شهدتها كنت عائده من المدرسه ولم نكن قد استعدينا لهذه الثلجه الكبيره مازلت اذكر كنت اصعد الجبل مبلله ومتجمده من شدة البرد واذا بسيارة تتوقف يعرض علي صاحبها الصعود كنت صغيره ولم تكن والدتي تلك الام التي تعمل على تفطين ابنتها بما يحتويه العالم لكني تذكرت كلام لجدتي وانتقادها لفتاة اوقفت تاكسي وركوبها فيه وكيف ان الجميع احتقرها !! حينها قلت له لا شكرا لانني خفت ان تحتقرني الناس رب حماقه نفعت صاحبتها !!
عدت الى البيت مبلله بدأت والدتي بتجفيفي واجلستني بالقرب من الصوبه مازلت اذكر كاس الشاي الدافئ كيف ان كان له طعم آخر ونكهه اخرى في ذلك الوقت !! المضحك في الامر ان والدي اصر على المشي في الثلج لزيارة جدتي لم اكن اعلم ان في كل انسان قد تعتقد انه جبل طفل يعشق اللعب الى حين كبرت واشعر في كثير من الاحيان انني اريد العوده واللعب !!
اليوم وزخات الثلج المتساقط عدت الى الوراء كثيرا نسيت ان اطفالي معي واخذت الذكريات تكتسح عقلي كم من الثلج ما حمله من شقاوة وشقاء !! اليوم ارى الثلج من خلف الجدران وتدفئه مركزيه وسيارة في حين كنت في زمن لم يكن بعيد كانت والدتي في كثير من الاحيان تقول لنا يما اقعدوا تحت اللحاف الكاز خلص وابوكم لسه ما اجه ولما ابوي ييجي تكون الدنيا ليل ياكل وينام !!لم اكن لافطن ان ليس الكاز الذي نفذ وانما نقود الكاز لم تكن موجوده !!
اشكر الله على النعم واتساءل ما هو حال الفقراء في العالم في اجواء مثل هذه ؟
في دفاتري القديمه وجدت رساله قديمه لوالدي كتبتها وانا غاضبه حول موقف حصل انظر الى تلك الرساله الغير مرسله ويتسرب الدمع من عيوني واقول كم انا قاسيه انظر الي الآن اشتاق اليه ولا اجد وسيله لاروي هذا العطش وفي السابق كنت اتمنى الخروج لانني مللت.
تساقط الثلج احمرار وجنتي لولو وعبوده وركضهما ودحرجتهما على الثلج شعرت انني افتقد اخوتي كنت في يوم العب في الثلج مع اخوتي امسكت راس اختي ووضعته في الثلج وامي التقطت صورة لنا اما الآن فانا ام لاثنين وهي ام لابنه وحامل اتعجب ان رأيتها الآن هل ساقوم بنفس الامر ....


هناك 3 تعليقات:

sheeshany يقول...

الذكريات حلوة و تنعش الروح :)

Whisper يقول...

مهما زادت سنوات عمرنا بداخل كل واحد فينا طفل صغير حبيس احنا اللي مسيطرين عليه....اعتقد ان لو الموقف تكرر هلأ ممكن كتير تعيدي نفس التصرف, هاد اللي بصير معي ومع خواني, وبس نكرر الحركات بضحك ضحكه من كل قلبي من زمااااااان ما ضحكتها
ربنا يجمعهكم على خير وسلامه انت و الوالد و الواده و اخوانك وخواتك وكل احبابك البعاد

ما في احلى من ذكريات الطفولة....بيضا زي التلج

رشيد أمديون يقول...

السلام عليكم

هو الماضي حين يعربد في ذاكرتنا، ويعبث بالإحساس. كم أعجبني استحضارك للذكرياتك، أحسنت السرد.
تقبلي هذه الزيارة.
مع تحياتي

www.hams-rroh.net.tc
www.adwae.net.tc