كان كتابا اسود ...احضره والدي من عمله في ليل اسود ...وأخفاه عنا جميعا لانه كان اسود ....ولكني كنت اتساءل لماذا اخفاه والدي عني ؟ ويبدو ان حواء لم تتعلم من اكل التفاحه فتسلقت لباب العليه في لحظة طياشه ...
ووجدت الكتاب الاسود لا يوجد عليه اي كلمة ولا حتى عنوان لاعرف على الاقل ما الحكايه مع هذا الكتاب
بفضولي التي كانت سبب سهري فتحت الكتاب ...لم يكن كتاب قصص اطفال ولم يكن مجلة سيدتي بل كان كتاب صور الا انه لم يكن البوم فرح بل كان البوم ترح ودم حزن وعار كان وثيقه تاريخيه لمجازر العالم ضد الانسانيه نسيها التاريخ او كما قالوا ان التاريخ يكتبه المنتصرون فلا ترى فيه ما يعيب اي منتصر ولا حتى بغبره دم
كان الكتاب فيه وثيقه لمجازر بحقوق شعوب ضعيفه كان الكتاب يروي قصص رهيبه عن اناس ماتوا في دير ياسين وقانا وصبرا وشاتيلا وحمص وحماة وكل ما كتبه العالم للكتاب الاسود ان يحمل ....
من هول الصور رميت الكتاب وتسمرت في مكاني كما لو اني رأيت عفريتا جاني تسمرت في مكاني اريد الهروب ,,اريد النزول لكنني لا استطيع تحريك قدمي غدت ثقيله في مكانها ...
والدي لاحظ باب العليه فاقسم ان رآني في العليه ليضربني وحينما صعد ووصل الباب انصدم من وجهي المتجمد الازرق ودموع لا تتوقف والكتاب على الارض فتح يديه وقال تعالي حبيبتي ؟ولكنني لم استطع الحراك فقدماي ثقل الجبل امسك والدي يدي وقال تعالي مشيت مع يده دعست على الكتاب ولم يكترث ضمني والدي واخذني الى اسفل العليه ومازالت تلك الصوركفيلم في ذاكرتي والسؤال المتكرر أهذا فعل بشر؟
سألني والدي لما ذهبت الى العليه ؟ قلت اردت ان ارى ما خبأت زفر والدي زفرت غضب وقال وهل رأيت ما في الكتاب ؟ قلت نعم بصوت خافت...قال وهل عرفت الآن لماذا خبأته عنك ؟ قلت نعم ...ولكن هل ما في الكتاب فعل بشر !!
قال والدي وبصوت خافت نعم ....لم اكن اريدك ان تري الطرف الآخر من العالم ..لم اكن اريدك ان تعرفي للشر مكانا قبل معرفتك للخير ومجاله قال تلك وثائق حاول التاريخ طمرها لكنها مازالت حيه في عقول من عاصرها !!
قال لي اذهبي والعبي ولا تقلقي فانت في مأمن ان شاء الله ولا تحزني فكل من مات ان شاء الله شهيد
قلت نعم رأيت دميتي على الارض فحملتها الا انني تذكر ت صورة فتاة ماتت وهي تحمل لعبتها في يديها وعلى ما يبدو انها خائفه لان الدميه كانت قريبه من صدرها في عينيها الكثير لكنني لم اكن لافهم لغة عينياها فألقيت لعبتي على الارض ولم اعد اريدها لانني كل ما حملتها تذكرت الطفله ونظرتها
وقررت حمل كتابي وقراءة القصص علها تبعدني عن عالم فقد انسانيته في يوم من الايام ويعلل فقدان الانسانيه بانه من قتلهم من اطفال ونساء كانوا اعوان ...
بعد سنين من عمري مضت ومازال ذاك الكتاب في العليه ومازال ينتظر الكثير من التجديد لانني صرت ارى الصور التي رأيتها في الكتاب في كل مكان ومازلت اقرأ نفس التبريرات والتعليلات تبا لهذا الكتاب فهل له ان يشبع من الدماء ومن اعين الاطفال المحدقه للسماء اريد حرق الكتاب ,,,اريد حرق الكتاب
هناك 6 تعليقات:
سيدتي، الكتاب الأسود أصبح مجلدات ضخمة، تعجز نيران العالم عن التهامها.
بعيداً عن سوداوية الموضوع، أهنئك على الصورة البليغة في القصة
اهلين صالج :)
الصورة عحبتني كتير الولد متحمس وبيقرأ:)
مشكلتنا انّا بنهتز لفتره محدوده مشاعرنا قويه و لكنها لحظيه للاسف
مناظر صبرا و شاتيلا ....احمد الدرّه...الشيخ احمد ياسين و ثوره تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا... خايفه ننساها زي ما نسينا او بالاحرى تناسينا اللي قبلها
كل صورة و كل فيديو هزنا من جوا ...اللي خايفه منو انه يتعود البشر على هيك صور و تبطل تهز قلوبهم تصير صورة من ضمن حياتنا اليوميه ما نستفظعها و لا نستغرب من وجودها
ان شاء الله ما يجي هاليوم
ان شاء الله لانه هاد بتكون الطامه الكبيره انه نتعود على الصورة المخيفه !!
لا أعلم ما أقول
للأسف للكتاب من فصوله بقية
:(
اتفق معك:(
إرسال تعليق